المقالات الطبية

مرض السكري: كل ما تحتاج معرفته عن الأسباب، الأعراض و العلاج

ما هو مرض السكري و ما هي أعراضه

السكري هو مرض مزمن، يشير الى وجود خلل في كيفية استهلاك الجسم للغلوكوز (سكر الدم) الذي يعتبر مصدر أساسي لإمداد خلايا الجسم بالطاقة. و يحدث هذا الخلل عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، و هو هرمون يعمل على ضبط مستوى السكر في الدم. أو عندما تعجز خلايا الجسم عن الاستخدام الأمثل للإنسولين الذي ينتجه.

علامات و أعراض مرض السكري

تعتمد ظهور الأعراض على مدى ارتفاع نسبة السكر في الدم، و تختلف هذه الأعراض باختلاف نوع مرض السكري فأحيانًا قد لا تظهر أي أعراض للاصابة به خاصة لدى الأشخاص المصابون ببداية السكري Prédiabète أو بسكري الحمل Diabète gestationnel، و حتى المصابين بالسكري من النوع الثاني. أما بالنسبة للمصابين بداء السكري النوع الأول فقد تظهر الأعراض بسرعة و بصورة أشد. من بين هذه الأعراض:
  • يزداد التَّبوُّل و الشعور بالعطش و الجوع أكثر من المعتاد.
  • فقدان الوزن دون تعمد ذلك.
  • رؤية ضبابية.
  • الشعور بالتعب و النعاس.
  • تغيرات المزاج.
  • بطء التئام و شفاء الجروح.
  • التهابات متكررة في: اللثة، الجلد، المهبل أو في المثانة البولية.
أعراض مرض السكري
أعراض مرض السكري

أنواع مرض السكري

1.مرض السكري النوع الأول: Diabète Insulino-dépendant

و يكون نتيجة لعدم إفراز الأنسولين بكمية كافية أو عدم إفرازه كليا من طرف خلايا بيتا في البنكرياس بسبب تلفها، و هذا الأمر يجعل المرضى بحاجة للحصول على الأنسولين الخارجي مدى الحياة.

2. مرض السكري من النوع الثاني: Diabète non-insulino-dépendant

و يحدث نتيجة مقاومة خلايا الجسم لعمل الأنسولين، أو أن خلايا بيتا لا تنتج الأنسولين بكمية كافية.

3. سكري الحمل: Diabète gestationnel

و هو أي زيادة في نسبة السكر في الدم يتم تشخيصه لأول مرة أثناء فترة الحمل، سواء استمرت هذه الزيادة بعد الولادة أم لا. قد تحدث أنواع أخرى من مرض السكري لأسباب مختلفة، مثل أمراض البنكرياس مثل التليف الكيسي، تناول بعض الأدوية (مثل مركبات الكورتيزون وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الإيدز)، كما قد يرتبط مرض السكري أيضًا ببعض الأمراض (مثل متلازمة داون، ومتلازمة كلاينفلتر، ومتلازمة تيرنر).

مرحلة ما قبل السكري

هذه الحالة تحدث قبل أن يصاب الأشخاص بمرض السكري من النوع الثاني، حيث تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد و لكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص المرض. يمكن أن يساعد الاكتشاف المبكر و العلاج في استعادة مستويات السكر الطبيعية في الدم و الوقاية منه.

أسباب و عوامل خطر الاصابة بمرض السكري

لفهم مرض السكري، من المهم جدا فهم كيف يستخدم الجسم الجلوكوز بشكل طبيعي. كيف يعمل الأنسولين؟ الأنسولين هو هرمون تنتجه مجموعة خلايا بيتا في البنكرياس. عند تناول الطعام، يتم إفراز الأنسولين لتسهيل امتصاص السكر (الجلوكوز) من الدم إلى الخلايا، و التي تستخدمه كمصدر للطاقة (العضلات والأنسجة الأخرى). بالإضافة إلى ذلك، يعمل الأنسولين على تخزين الجلوكوز في الكبد لاستخدامه لاحقاً. فعندما تكون مستويات السكر في الدم منخفضة، مثل عدم تناول الطعام لفترة طويلة، يقوم الكبد بتكسير الجليكوجين المخزن و تحويله إلى جلوكوز. و هذا للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي. السبب الدقيق لمعظم أنواع مرض السكري غير معروف. ففي جميع الحالات يتراكم السكر و تزيد نسبته في الدم. ويرجع ذلك إلى عدم إنتاج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين. و قد تحدث الإصابة بداء السكري بسبب مجموعة من العوامل الوراثية أو البيئية. و من بين الأسباب الرئيسية المحتملة للإصابة به كما يلي:
  • البدانة (السمنة).
  • قلة الحركة و نقص النشاط الجسدي.
  • اتباع نظام غذائي غير متوازن و غير صحي يعتمد على الأطعمة الجاهزة الغنية بالدهون والسكر و التي يتم امتصاصها بسهولة في مجرى الدم، مما يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين و الاصابة بداء السكري.

1. أسباب و عوامل خطر مرض السكري من النوع الأول Diabète Insulino-dépendant

في مرض السكري من النوع الأول، يحدث خللا في الجهاز المناعي للجسم فبدلاً من أن يقوم بمهاجمة و تدمير البكتيريا أو الفيروسات الغريبة التي تدخل الجسم، يقوم هو بتدمير الخلايا بيتا في البنكرياس و المسؤولة عن إفراز الأنسولين. و نتيجة لهذا الخلل، تقل نسبة الأنسولين (التي تنتجها خلايا البنكرياس بشكل طبيعي في الجسم)، و يتجمع السكر و يتراكم في الدم بدلاً من توزيعه على خلايا الجسم المختلفة. تبقى الأسباب الفعلية لهذا النوع غير معروفة، و لكن هناك أبرز عوامل الخطر التي قد تؤدي الى الاصابة به، منها:
  • التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم أحد الوالدين أو الأخ أو الأخت مصابين به هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
  • ضغف الجهاز المناعي نتيجة التعرض للأمراض الفيروسية.

2. أسباب و عوامل الخطر مرض السكري النوع الثاني Diabète Non-Insulino-Dépendant

عند الإصابة بمقدمات السكري Pré-diabète و التي قد تتفاقم و تتحول إلى مرض السكري من النوع الثاني، تقوم الخلايا بمقاومة عمل الإنسولين، الذي يحفزها على امتصاص السكر المتواجد في الدم لانتاج الطاقة، و في المقابل يفشل البنكرياس في إنتاج كمية كافية من الإنسولين لكي يتغلب على هذه المقاومة. فينتج عنها تجمع و تراكم السكر في الدم بدل أن يتوزع على خلايا الجسم. لا يزال السبب المباشر لحدوث هذه الحالات غير معروف عند الباحثين، لكن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة به، من بينها:
  • العمر: عمر أكبر أو يساوي 45 سنة.
  • الوزن الزائد (السمنة المفرطة)
  • قلة الحركة و النشاط البدني.
  • الوراثة: اصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بداء السكري.
  • تاريخ مرضي للاصابة بسكري الحمل.
  • تاريخ شخصي لدى النّساء بولادة طفل ذو وزن أكبر من الطبيعي: أعلى من 4.1 كيلوغرام.

3. أسباب و عوامل خطر الاصابة بمرض سكري الحمل Diabète gestationnel

أثناء فترة الحمل، و خاصة في الثلث الثاني و الثالث من الحمل تنتج المشيمة هرمونات تساعد و تدعم الحمل. لكن هذه الهرمونات قد تؤثر سلبا على خلايا الجسم و تجعلها أكثر مقاومة للأنسولين. في الظروف العادية، يستجيب البنكرياس لهذا التغير عن طريق إنتاج كميات إضافية من الأنسولين، ولكن في بعض الأحيان لا يستطيع البنكرياس الاستمرار، و يؤدي ذلك إلى تراكم كميات كبيرة من الجلوكوز في الدم. تزيد فرص خطر الاصابة بسكري الحمل عند النساء:
  • اللاتي تفوق أعمارهن 25 سنة.
  • لديهن تاريخ عائلي أو أصبن من قبل بمرض السكري خلال فترة الحمل.
  • يعانين من وزن زائد.

كيف يتم تشخيص مرض السكري؟

تشمل طرق التشخيص ما يلي: 1. تحليل السكر العشوائي: و يتم هذا التحليل بواسطة جهاز قياس السكر المنزلي في أي وقت من اليوم عند الشعور بأعراض ارتفاع أو انخفاض السكر بالدم، و يعتبر الشخص مصابا بمرض السكري إذا كانت نتيجة التحليل تشير الى 200 ملجم/دل أو أعلى. 2. التحاليل المخبرية: تشمل ما يلي:
  • تحليل السكر الصائم: و الذي يتم بعد الامتناع عن الأكل (الصيام) لأكثر من 8 ساعات، و عادة يكون في الصباح قبل تناول وجبة الفطور.
  • اختبار تحمل الجلوكوز: و يتم فيه قياس نسبة السكر في الدم قبل و بعد ساعتين من شرب محلول سكري معين في المختبر.
  • اختبار السكر التراكمي (الهيمُوغلُوبين السُّكَّري A1C): يقوم هذا التحليل بقياس نسبة السكر في الدم في آخر شهرين أو ثلاثة أشهر الماضية، و لا يشترط الصيام في هذا التحليل و لا تناول أي شيء قبله. و يستخدم عادة لتشخيص الحالات الجديدة و متابعة الحالات المزمنة أيضًا.

علاج مرض السكري

يستند العلاج إلى استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن المستمر في مستويات السكر في الدم. فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية منها:
  • اتباع نظام غذائي صحي و متوازن (الحد من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة و الدهون، و زيادة تناول الألياف الغذائية)
  • ممارسة الرياضة و انقاص الوزن
  • استعمال حقن الأنسولين بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول.
  • تناول الأدوية عن طريق الفم بالنسبة للمرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، و في بعض الأحيان قد يلجأ العلاج الى استعمال حقن الأنسولين.

ما هي مضاعفات مرض السكري؟

قد يعاني الكثير من المرضى من مضاعفات السكري نتيجة لتضرُّر الأوعية الدَّمويَّة في الكثير من أعضاء الجسم، أبرزها:
  • العين (اعتلال شبكية العين): مما يسبب مشاكل في الرؤية قد تؤدي الى العمى.
  • القلب:يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب و حدوث السكتات الدماغية نتيجة لتأثيره على الأوعية الدموية.
  • الكلى:يمكن لارتفاع نسبة السكر في الدم أن تسبب خللا في وظائف الكلى، الذي قد يصبح مزمنا، و يصيب المريض بفشل كلوي قد يحتاج بعده إلى إجراء غسيل أو زرع للكلى.
  • اعتلال و تلف الأعصاب: و يؤدي هذا الضرر إلى حدوث نقص في الشعور و الإحساس في القدمين و الساقين بشكل رئيسي.

كيفية الوقاية من مرض السكري

لا يمكن تجنب الإصابة بداء السكري من النوع الأول، ولكن يمكن اتخاذ اجراءات وقائية تساعد على  التعامل مع مقدمات السكري و السكري النوع الثاني و سكري الحمل، و هنا بعض النصائح:
  1. تناول أطعمة صحية: اختيار الأطعمة منخفضة الدهون و السعرات الحرارية و غنية بالألياف الغذائية، التي يلعب دورًا في تنظيم مستويات السكر.
  2. النشاط البدني: ممارسة الأنشطة الرياضية المعتدلة يوميًا أو لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا يمكن أن يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
  3. التحكم في الوزن: إذا كنت تعاني من زيادة في الوزن، فإن خسارة 7% من وزن الجسم يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بداء السكري.
هذه الإرشادات تعزز الوقاية من مرض السكري، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري متابعة نسبة السكر في الدم بانتظام. تجنب زيادة الوزن أثناء الحمل و التحدث مع الطبيب حول التغييرات اللازمة في النمط الحياتي. الأدوية قد تكون ضرورية في بعض الحالات، ولكن الاهتمام بنمط حياة صحي يظل أمرًا أساسيا للحفاظ على الصحة العامة.
الوقاية من مرض السكري
الوقاية من مرض السكري

د.رغد زعبلاوي

تحمل رغد درجة دكتور في الصيدلة من كلية الصيدلة في الجامعة الأدرنية ، ودرجة الماجستير في تخصص الصحة العامة من الجامعة الأردنية .تتمحور اهتماماتها حول الأدوية والتثقيف الصحي وكتابة المقالات الطبية .

المصدر
MSDmanualsMayoclinicWHO

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock