صحة القلب

ارتفاع ضغط الدم: بين طرق العلاج والوقاية والمراقبة في المنزل

ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم هو حالة مرضية شائعة تؤثر على وظيفة الشرايين و التي من خلالها يجري الدم في الجسم، ولذلك تسمى أيضاً ارتفاع التوتر الشرياني.

يوجد أكثر من بليون شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم حول العالم وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية مما يستدعي الاهتمام بعلاج هذا المرض.

نوضح في هذه المقالة أسباب وأعراض ارتفاع التوتر الشرياني وكيفية قياسه في المنزل مع الإشارة إلى طرق العلاج والوقاية.

ما هو ضغط الدم؟

مفهوم ضغط الدم يتضمن فكرتين رئيسيتين وهما:

  • كمية الدم التي يقوم القلب بضخها في الجسم.
  • مدى صعوبة أو سهولة حركة الدم ضمن مجرى الشرايين.

كلّما ضخ القلب كميات أكبر من الدم و كانت الشرايين أكثر ضيقاً، فهذا يعني أن ضغط الدم لديك مرتفع.

كيفية تشخيص ارتفاع ضغط الدم

يتم ذلك من خلال قياس الضغط بواسطة مقياس ضغط الدم المتوفر بأنواع عديدة حيث تكون دلالة القياس من خلال رقمين:

  • الرقم الأعلى بشير إلى الضغط الانقباضي أي ضغط الدم في الشرايين عند انقباض عضلة القلب ( La pression systolique).
  • الرقم المنخفض يدل على الضغط الانبساطي أي ضغط الدم بين الضربات عند استرخاء عضلة القلب ( La pression diastolique).

يعتبر معدل ضغط الدم طبيعياً وفق المنظمة الامريكية لصحة القلب عندما يعادل 120/80 ملم زئبقي (120 لضغط الدم الانقباضي و 80 لضغط الدم الانبساطي)

يبدأ ارتفاع ضغط الدم عندما يتراوح الضغط الانقباضي بين 120 حتى 129 بينما يكون ضغط الدم الانبساطي أقل وليس أعلى من 80.

عندما يصبح الضغط الانقباضي بين 130 و 139 أو الانبساطي بين 80 و 89 فهذا يعني حدوث ارتفاع التوتر الشرياني من الطور الأول.

يصبح ارتفاع التوتر الشرياني في الطور الثاني عندما يصبح الضغط الانقباضي 140 وما فوق أو الانبساطي يكون 90 وما فوق، وهذه حالة طارئة تحتاج تدخلاً سريعاً.

يتم اعتماد وجود حالة ضغط الدم المرتفع عندما يكون معدل قراءتين أو أكثر لضغط الدم في فترات متباعدة أعلى من المعدل الطبيعي.

قياس ضغط الدم في المنزل

يوصي الطبيب مريض ارتفاع الضغط بضرورة مراقبة ضغط الدم في المنزل باستمرار لمعرفة إذا كانت حالة المريض تتحسن مع تناول الدواء.

تنصح منظمة القلب الأمريكية باستخدام أجهزة قياس الضغط المزودة بسوار أو كم يُلف حول أعلى الذراع لأنّها تعطي نتائج أكثر دقة.

من أجل الحصول على نتائج دقيقة كذلك يجب قياس الضغط في مكان هادئ مع تجنب شرب القهوة أو التدخين أو ممارسة الرياضة قبل نصف ساعة من وقت القياس.

قياس ضغط الدم في المنزل
قياس ضغط الدم في المنزل

أعراض ارتفاع ضغط الدم

يمكن أن يكون لديك ارتفاعاً في ضغط الدم لعدة سنوات بدون ظهور أعراض واضحة، ولذلك يطلق على هذا المرض تسمية القاتل الصامت.

من أبرز الأعراض التي قد يشعر الشخص عند ارتفاع الضغط:

  • صداع في الرأس
  • صعوبة في التنفس
  • نزيف من الأنف
  • تشوش في الرؤية

رغم ذلك لا تعتبر الأعراض السابقة مميزة بشكل خاص لارتفاع التوتر الشرياني، وقد لا تظهر حتى في حالات ارتفاع الضغط الحادة أو المهددة للحياة.

أسباب ارتفاع ضغط الدم

لا يوجد سبب محدد لارتفاع الضغط عند معظم البالغين بل يمكن القول أنّه يتطور تدريجياً ليظهر بعد عدة سنوات و يسمى حينها ارتفاع التوتر الشرياني الأساسي.

من جهة أخرى قد يحدث ما يسمى ارتفاع التوتر الشرياني الثانوي و الذي يتطور خلاله ارتفاع الضغط فجأة نتيجة الإصابة بأمراض أخرى مثل:

  • أورام الغدة الكظرية.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • أمراض الكلى.
  • عوز القلب الوراثي والناتج عن حدوث مشاكل في الأوعية الدموية منذ الولادة.
  • الإدمان على المخدرات مثل الكوكائين والمنشطات مثل الأمفيتامين.

يمكن أن يظهر ارتفاع الضغط الثانوي أيضاً كتأثير جانبي لتناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل و أدوية الرشح و السعال وبعض مسكنات الألم.

من هم الأشخاص المعرضين لارتفاع الضغط؟

نذكر فيما يلي أكثر الناس عرضة للإصابة بارتفاع الضغط و هم:

  • كبار السن حيث تزداد فرصة حدوث ارتفاع الضغط بعد عمر 64 للرجال وبعد عمر 65 للنساء.
  • أصحاب البشرة السوداء حيث يمكن أن يظهر لديهم المرض بعمر أصغر مقارنةً بأصحاب البشرة البيضاء.
  • الأشخاص الذين يفرطون بإضافة الملح إلى طعامهم لأنّه يزيد من حبس سوائل الجسم.
  • المدخنون سواء الذين يستعملون التبغ أو السجائر الإلكترونية.
  • الناس الذين لا يمارسون التمارين الرياضية في حياتهم اليومية.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشكلة البدانة والوزن الزائد.
  • المدمنون على المشروبات الكحولية.
  • الأشخاص الذين يعانون من نقص البوتاسيوم أو قلة توافره في غذائهم.
  • مرضى التهاب الكلية وحصى الكلى بالإضافة إلى مرضى السكري.
  • النساء الحوامل حيث يمكن أن يحدث ارتفاع الضغط الحملي عند بعض النساء خلال الحمل لفترة مؤقتة.
  • الناس الذين يعانون من الضغط و التوتر النفسي.

وأخيراً يمكنك أن تصاب بارتفاع ضغط الدم مستقبلاً إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بالمرض مما يستدعي اتباع إجراءات الوقاية الضرورية.

مضاعفات ارتفاع التوتر الشرياني

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم عند إهمال علاجه أو عدم السيطرة عليه إلى مضاعفات خطيرة مثل:

  • السكتة الدماغية و احتشاء عضلة القلب.
  • مشاكل في العينين قد تؤثر على الرؤية و تؤدي إلى فقدان البصر.
  • انتفاخ الأوعية الدموية و ضعف جدرانها مما يؤدي إلى تشكل كيسات دموية خطيرة مهددة للحياة في حال تمزقها.
  • تضخم عضلة القلب و حدوث الفشل القلبي بسبب إجهاد القلب في ضخ المزيد من الدم.
  • إمكانية حدوث تغيرات في الذاكرة والقدرة على التفكير مما يؤهب للإصابة بالزهايمر و خرف.
  • مشاكل في الكلية بسبب تضيق الأوعية الدموية فيها مما قد يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي.
  • ارتفاع السكر في الدم والذي قد يتطور إلى الإصابة بمرض السكري.
  • انخفاض تراكيز الكوليسترول الجيد وارتفاع الشحوم الثلاثية في الدم.

علاج ارتفاع ضغط الدم

تتضمن الخطة العلاجية ثلاث مراحل كما يلي:

  • المرحلة الاولى من علاج ارتفاع ضغط الدم

يرتكز العلاج بدايةً على تغيير نمط الحياة من خلال اتباع بعض الإجراءات الصحية و التي تتضمن ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي خفيف الملح.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (30 دقيقة على الأقل يومياً).
  • ضرورة الحفاظ على وزن صحي ومثالي لأنّ خسارة كل 1 كغ من الوزن الزائد تعني انخفاض الضغط بقيمة 1 ملم زئبقي.
  • الابتعاد عن التدخين وعدم تناول المشروبات الكحولية.
  • النوم لساعات كافية يومياً (7 إلى 9 ساعات).

عندما يلاحظ الطبيب أن ضغط الدم مازال مرتفعاً رغم تغيير نمط الحياة ننتقل إلى المرحلة الثانية حيث يقوم بصرف دواء الضغط المناسب للمريض.

  • المرحلة الثانية

يجب على المريض متابعة نمط الحياة الصحية كذلك إلى جانب تناول الدواء الموصوف ومن أشهر مجموعات الأدوية الخافضة للضغط نذكر منها:

  • مدرات البول (Les diurétiques) و هي أدوية تساعد على طرح الصوديوم و الماء الزائد في الجسم مثل الكلورتاليدون.
  • مثبطات الانزيم المحول للأنجيوتنسين و هي تساعد على استرخاء الأوعية ومنع أي تضيق فيها مثل الكابتوبريل Captopril.
  • حاصرات مستقبلات الانجيوتنسين والتي تساعد كذلك على استرخاء الأوعية الدموية مثل لوسارتان Losartan.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم و التي تؤدي إلى استرخاء عضلات الأوعية الدموية كما تبطئ من معدل ضربات القلب مثل الأميلودبين Amlodipine والديلتيازيم Diltiazem.

يجب الانتباه إلى ضرورة تناول الدواء في موعده و عدم التوقف عن تناوله فجأة أو تغيير نوعه دون استشارة الطبيب.

  • المرحلة الثالثة لعلاج ارتفاع ضغط الدم المزمن

من جهة أخرى عند استمرار ارتفاع ضغط الدم المزمن رغم اتباع نمط الحياة الصحية و الالتزام بالدواء يتطلب العلاج حينها إجراءات إضافية مثل:

  • تغيير نوع الدواء الخافض للضغط تحت إشراف الطبيب حتى تستقر حالة المريض على دواء مناسب.
  • الحرص على تطبيق نمط الحياة الصحية بشكل صارم للحفاظ على وزن مثالي.
  • مراقبة الضغط في المنزل بدلاً من العيادة لاستبعاد فكرة أن ضغط المريض يرتفع فقط عند زيارة الطبيب في العيادة وهو ما يسمى ارتفاع ضغط الرداء الأبيض.

هناك أبحاث و دراسات جديدة تجري حول فكرة علاج ارتفاع التوتر الشرياني المزمن بالحرارة والتي تُستخدم في تدمير أعصاب محددة في الكلية يعتقد أنّها مسؤولة عن ارتفاع الضغط.

الوقاية من ارتفاع التوتر الشرياني

يمكن اتباع بعض الإرشادات الصحية التي تحمي الجسم من حدوث ارتفاع التوتر الشرياني ومنها:

  • تناول نظام غذائي صحي غني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك والألبان خفيفة الدسم.
  • التركيز على الأغذية الغنية بمعدن البوتاسيوم مثل الموز والمكسرات والخضار الورقية كالخس والسبانخ.
  • الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة مثل اللحوم المعالجة والمعلبات لأنّها تحتوي كميات كبيرة من الملح.
  • ممارسة تمرين التنفس العميق بحدود 5-7 أنفاس في الدقيقة.
  • التدريب على ضبط النفس والابتعاد عن العصبية وسرعة الغضب من خلال ممارسة تمارين التأمل.
  • الحرص على النوم لمدة كافية بمعدل 7 إلى 9 ساعات يومياً.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع.
  • محاولة الحفاظ على وزن مثالي لحماية الجسم من الإصابة بالبدانة.
  •  

د.رغد زعبلاوي

تحمل رغد درجة دكتور في الصيدلة من كلية الصيدلة في الجامعة الأدرنية ، ودرجة الماجستير في تخصص الصحة العامة من الجامعة الأردنية .تتمحور اهتماماتها حول الأدوية والتثقيف الصحي وكتابة المقالات الطبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock