الصحة النفسية

هل تعاني من القلق النفسي؟ تعرف على أهم الأعراض و طرق العلاج

القلق النفسي

القلق هو ردة فعل طبيعية للجسم لظرف أو ضغط ما يتعرض له الإنسان في حياته اليومية، فيشعر بالخوف أو التوتر أو الانفعال و عدم الأمان.

قد تكون واجهت مشكلة مع مديرك في مكان العمل جعلتك تشعر بالتوتر، أو كنت تنتظر نتائج فحوصات طبية، أو لديك مقابلة عمل وجميعها مواقف تجعلك قلقاً.

نتحدث في هذه المقالة عن أعراض القلق النفسي و أسباب حدوثه وأنواعه و كيفية تشخيصه وطرق علاجه بدون أدوية.

كم يستمر القلق النفسي و متى يتحول الى مرض؟

يمكن أن يكون القلق طبيعيًا، بل وضروريًا للحياة من خلال وظيفته التكيفية، أو على العكس من ذلك قد يكون مرضيًا ومعيقًا للحياة اليومية. الحدود بين القلق الطبيعي الذي يحشد الشخص لمواجهة موقف صعبة و القلق المرضي غير واضحة.

نحن نعتبر بشكل عام أن القلق أمر طبيعي عندما يتحمله الشخص جيدًا، ويمكنه التحكم فيه، ولا ينظر إليه على أنه معاناة مفرطة، وأنه ليس له أي تأثير على حياته اليومية و الجسدية.

القلق الطبيعي هو التجربة التي مر بها كل واحد منا: الخوف قبل الامتحان، والقلق على صحة الوالدين، وردود الفعل القلقة أثناء الحوادث والكوارث، وما إلى ذلك.

إنّ الشعور بالقلق غير محبب بالنسبة للجميع، ولكن يمكن أن يحفزك على ممارسة عملك بجد و تحقيق الكثير من الإنجازات.

قد تكون مشاعر القلق النفسي قصيرة الأمد أي تستمر بين عدة دقائق حتى عدة أيام، وغالباً ما تكون نتيجة التعرض لضغط في العمل أو موقف ما.

من جهة أخرى يمكن أن تستمر هذه المشاعر لعدة أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، و تسوء حالة المريض مع مرور الوقت لتصبح أكثر شدة و تعيقه من ممارسة حياته اليومية.

في مثل هذه الحالة يحدث ما يسمى اضطراب القلق حيث ترافقك مشاعر الخوف والتوتر والانفعال طوال الوقت، وتحتاج إلى استشارة الطبيب حينها.

أعراض القلق النفسي

يمكن أن تختلف أعراض القلق من شخص لآخر، ولكن يتصرف جسم الإنسان تجاه حالة التوتر بطريقة محددة تؤدي لظهور أبرز الأعراض وهي:

  • العصبية والانفعال وعدم الشعور بالراحة.
  • الإحساس بالذعر والخوف والرعب أحياناً.
  • صعوبة القدرة على التركيز أو التفكير بأي أمر ماعدا الموضوع الذي يقلقك.

من جهة أخرى يمكن أن تظهر كذلك أعراض جسدية للقلق النفسي والتي تشمل ما يلي:

  • الشعور بالدوخة.
  • الإحساس بالخمول والتعب والكسل.
  • خفقان القلب بسرعة.
  • التنفس بسرعة أو فرط التهوية.
  • تشنجات وآلام عضلية.
  • كثرة التعرق.
  • الرجفان.
  • جفاف الفم.
  • الصداع.
  • الأرق أو قلة النوم.
  • ألم في المعدة.
  • قد تحدث بعض المشاكل الهضمية مثل الإمساك أو الإسهال.

ما هو سبب القلق النفسي؟

يشير الباحثين إلى أنّ منشأ التوتر يكون من مناطق الدماغ المسؤولة عن ضبط الخوف وتخزين واسترداد المشاعر والذكريات المرتبطة بالخوف.

لا يوجد سبب واحد لهذه الحالة النفسية وإنّما يوجد عدة عوامل تساهم في نشوء هذا المرض تشمل ما يلي:

  • الضغط النفسي.
  • التعرض لسوء المعاملة خلال مرحلة الطفولة.
  • الإصابة بأمراض أخرى مثل الاكتئاب أو داء السكري.
  • التعرض للمخاطر ضمن بيئة العمل.
  • وجود فرد من العائلة مصاب بالمرض أو أي اضطراب نفسي آخر.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للاصابة بالقلق؟

إنّ أكثر الناس عرضة لحالة التوتر والخوف هم:

  • البالغين الذين اتسمت شخصيتهم بالخجل أو العصبية خلال الطفولة.
  • الأشخاص الذين مروا بظروف صعبة محزنة وزادت من طاقتهم السلبية.
  • الناس الذي يعيشون مع أحد أفراد العائلة المصابين بهذه الحالة النفسية أو أي اضطراب نفسي آخر بسبب دور العامل الوراثي في تطور المرض.
  • مرضى الغدة الدرقية او السرطان أو أي حالة مرضية تجعل الشخص يدخل في حالة توتر.
  • الأشخاص الموصوف لهم أدوية قد تسبب الشعور بالانفعال والتوتر كتأثير جانبي.

أهم أنواع القلق النفسي

يوجد أنماط عديدة ترتبط بالشعور بهذه الحالة النفسية ومن أهمها:

  • اضطراب القلق الانفصالي و يعني الخوف من البقاء بعيداً عن المنزل أو الأشخاص الذين تحبهم وتعيش معهم.
  • نوبة الهلع و هي الشعور بالخوف الشديد فجأة وتستمر بين 10-20 دقيقة لسبب غير معروف وتؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وقصر التنفس والتعرق والرجفان والخوف من الموت.
  • اضطراب الوسواس القهري بحيث تراودك أفكار غير منطقية بشكل متكرر تدفعك إلى تكرار سلوكيات أو تصرفات محددة.
  • الفوبيا أو الرهاب وهو الخوف المفرط من موضوع محدد أو موقف أو حالة معينة مثل الخوف من المرتفعات أو الأماكن المغلقة.
  • اضطراب القلق الاجتماعي و هو الخوف المفرط من مشاركة الناس بالنشاطات الاجتماعية والاحتكاك بهم.
  • اضطراب القلق من المرض هو الخوف على الصحة والجسم من حدوث أي مرض.

من جهة أخرى توجد بعض الاضطرابات النفسية التي يكون القلق عرضا فيها مثل:

  • اضطراب ما بعد الصدمة حيث يرافق التوتر والخوف حياة المريض بعد تعرضه لصدمة ما.
  • اضطراب القلق الاكتئابي نتيجة وجود علاقة قوية بين الاكتئاب والقلق.

يمكن أن يؤدي كذلك الإصابة بالأمراض الجسدية المزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن والسكري والسرطان وغيرها إلى حالة توتر دائمة عند المريض.

مضاعفات الشعور بالخوف و التوتر الدائم

قد يلجأ بعض الناس الذين يشعرون بالقلق إلى تناول المشروبات الكحولية، وذلك بسبب التأثير المهدئ للكحول والذي يجعلهم يشعرون بالاسترخاء.

عند استمرار الضغط النفسي سيقوم المريض بتكرار شرب الكحول أو حتى يستعمل أدوية مخدرة ليحسن مزاجه مما يؤدي ذلك إلى حدوث التعود و الإدمان.

يمكن أن يؤدي التوتر والتفكير الزائد أيضاً إلى الإصابة ببعض الأمراض الالتهابية المزمنة مثل التهاب المفاصل الرثياني.

من جهة أخرى قد يكون التوتر عرضاً لوجود الاكتئاب، وعندما تسوء الأعراض يمكن أن تجعل الشخص يصاب بالاكتئاب.

كيف أعرف أني أعاني من القلق النفسي؟

إذا كان لديك أدنى شك أنك تعاني من القلق، أو إذا استمرت معك الأعراض لوقت طويل، فمن المهم التحدث إلى طبيبك النفسي، مع الحرص على ذكر تاريخ ظهور العلامات ومستوى خطورتها ودرجة تأثيرها على حياتك اليومية.

لا يوجد اختبار واحد يساعد الطبيب على تشخيص هذه الحالة النفسية حيث يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات الجسدية مع اختبارات الصحة العقلية.

يطلب الطبيب كذلك من المريض الإجابة على مجموعة من الأسئلة ضمن استبيان نفسي، بالإضافة إلى اختبارات نفسية عديدة تقيس درجة القلق.

يقوم بعض الأطباء أيضاً بطلب تحاليل فحص الدم والبول كإجراء احتياطي لاستبعاد وجود أي مرض جسدي.

كيف أعالج نفسي من القلق النفسي؟

بصرف النظر عن الأمراض النفسية التي تتطلب في بعض الأحيان علاجًا دوائيًا ومراقبة طبية محددة، يجب فهم القلق من خلال منظور التجريب مع العواطف.

تتيح أساليب العلاج النفسي العمل على هذا القلق، من أجل مساعدة المريض على أن يصبح مستقلاً عاطفياً، مع إعطائه القدرة على إدارة هذه التوترات عند ظهورها، و تتضمن ثلاثة إجراءات أساسية هي:

  • العلاج السلوكي المعرفي والذي يساعد في حل المشاكل التي تجعل المريض في حالة قلق دائمة.
  • عادات و تقنيات صحية مكملة للعلاج و تشمل: ممارسة اليوغا وتمارين التأمل وكيفية التعامل مع الذات للتخلص من الضغط النفسي.
  • العلاج الدوائي:

و يشمل تناول مجموعة من الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، والتي يصفها الطبيب النفسي حصراً إذا تطلبت الحاجة، حيث تعمل على تحسين المزاج وتهدئة المريض، ومن أهم أصنافها نذكر:

  • مثبطات قبط السيروتونين الانتقائية مثل الفلوكستين Fluoxetine والباروكسيتين Paroxetine.
  • حالات القلق مثل دواء بوسبيرون Buspirone.
  • مضادات الذهان مثل الكيتيابين Quetiapine.
  • البنزوديازيبينات Benzodiazepines مثل ديازيبام Diazepam وكلونازيبام Clonazepam وهي من أشهر الأدوية المهدئة.

علاج القلق النفسي بدون أدوية

يفضل أن يترافق العلاج مع خطوات بسيطة تعمل من خلالها على تغيير أسلوب حياتك وتسرع الشفاء ولا تستدعي وصف الدواء من قبل الطبيب، ومن أهمها نذكر:

  • النوم لساعات كافية (6-8) ساعات في اليوم.
  • ممارسة التأمل والتنفس العميق.
  • تجنب التدخين والمشروبات الكحولية.
  • اتباع نمط الحياة الصحية عبر تناول غذاء صحي متوازن وممارسة بعض التمارين الرياضية.
  • تجنب المشروبات الحاوية على الكافيين خاصة القهوة.

يوصي الأطباء إلى جانب النوم الكافي وممارسة التمارين الرياضية بتناول بعض الأطعمة التي تخفف التوتر لديك، ومن أهمها:

  • بذور الكتان والشيا.
  • الأسماك الدهنية مثل السلمون.
  • الأغذية الحاوية على التربتوفان مثل اللبن والموز والشوكولا.
  • الكركم.
  • الأغذية أو المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين د ومغنيزيوم.

الوقاية من القلق و التوتر عند الأطفال و البالغين

يمكن حماية الأطفال والمراهقين من مشاعر الخوف والتوتر عبر حمايتهم من التعرض إلى التنمر و التعرض إلى العنف وسوء المعاملة سواء داخل المنزل أو خارجه للحفاظ على سلامتهم النفسية.

ليس من السهل دائماً أن يتكلم الأطفال والمراهقين عن مخاوفهم، لذلك يجب أن يتواصل الأهل مع أبنائهم دائماً بكل حب وصراحة واستشارة الطبيب لمساعدتهم إن لزم الأمر.

من جهة أخرى يمكن للبالغين كذلك وقاية أنفسهم من القلق عبر إجراءات عديد منها:

  • تجنب الأشخاص أو الأماكن أو المواقف التي تثير التوتر والضغط النفسي.
  • ممارسة تمارين التأمل واليوغا والتي تساعد في منع الإجهاد النفسي.
  • عدم الإفراط بتناول المشروبات الغنية بالكافيين.
  • لا تتردد في زيارة الطبيب أو المعالج النفسي عندما تصبح حالة القلق لديك دائمة أو تعيق ممارسة حياتك بشكل طبيعي للحصول على العلاج المناسب بأسرع وقت.

 

 

  1. Jacquelyn Johnson, Kimberly Holland. ( January 2, 2023). Everything You Need to Know About Anxiety. https://www.healthline.com/health/anxiety
  2. Dr Jacqueline Rossant-Lumbroso, Dr Lyonel Rossant, Marie Arnoult (03/02/2024). L’anxiété : quels sont les symptômes, les causes et les traitements possibles ?

https://www.doctissimo.fr/html/sante/encyclopedie/sa_781_anxiete.htm

د.رغد زعبلاوي

تحمل رغد درجة دكتور في الصيدلة من كلية الصيدلة في الجامعة الأدرنية ، ودرجة الماجستير في تخصص الصحة العامة من الجامعة الأردنية .تتمحور اهتماماتها حول الأدوية والتثقيف الصحي وكتابة المقالات الطبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock