جلدية

مرض الثعلبة: الأعراض و الأسباب و العلاج

مرض الثعلبة وكل ما يتعلق بالوقاية والعلاج

مرض الثعلبة (بالانجليزية: alopecia) هو حالة شائعة من تساقط الشعر، وتحدث ببساطة لأنّ جهاز المناعة يهاجم جريبات الشعر فجأة دون أي سبب واضح.

يصيب مرض الثعلبة أكثر من 147 مليون شخص حول العالم؛ وقد يؤثر على مظهر الشعر لدى الرجال أو النساء مما يؤثر على نفسيتهم.

بناءً عليه نناقش في هذه المقالة أهم أعراض وأسباب المرض وطرق العلاج والوقاية المتوفرة حتى يتأقلم الشخص مع مظهره.

ما هو مرض الثعلبة؟

هو أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية؛ والتي يقوم خلالها جهازك المناعي فجأة وبشكل خاطئ بمهاجمة خلايا سليمة في مكان ما في جسمك.

يؤدي مرض الثعلبة إلى تساقط غير متوقع للشعر على شكل بقع صغيرة بحجم القطعة النقدية الدائرية؛ ويعتقد العلماء أنّه يحدث لأسباب وراثية.

يمكن أن يصيب هذا المرض أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق؛ ولوحظ أنّ معظم حالات هذا المرض تبدأ قبل عمر الثلاثين.

من أهم أنواع الثعلبة نذكر:

  • الثعلبة البقعية وهي الشكل الأكثر انتشاراً.
  • ثعلبة فروة الرأس أو الثعلبة المعممة على فروة الرأس وذلك عند حدوث فقدان كامل الشعر على الفروة.
  • الثعلبة الشاملة وذلك عند فقدان للشعر في كامل الجسم.

إنّ حوالي 30% من المرضى إمّا أن تصبح الحالة لديهم معممة أو يدخل المريض في حلقة مستمرة من تساقط وإعادة نمو الشعر.

يمكن أن يتعافى حوالي 50% من المرضى خلال سنة واحدة فقط. ولكن قد تعود الحالة لدى بعضهم مرة أخرى أو أكثر لاحقاً.

من جهة أخرى يمكن أن تصبح الثعلبة معممة لكامل فروة الرأس أو شاملة لكل شعر الجسم عند حوالي 10% من المرضى.

ما هو سبب مرض الثعلبة؟

يحدث المرض عندما تهاجم الكريات البيض الخلايا الموجودة في جريبات الشعر (أماكن نمو الشعر) مما يؤدي إلى انكماشها وحدوث بطء تدريجي في إنتاج الشعر حتى يسقط.

لم يعرف الباحثين حتى الآن ما هو السبب الدقيق الذي يجعل جهاز المناعة في الجسم يهاجم جريبات الشعر بهذه الطريقة دون سابق إنذار.

من جهة أخرى يشير بعض الباحثين إلى أنّ سبب هذه التغيرات في الشعر يعود إلى عوامل وراثية حيث يمكن أن يصاب الشخص بالثعلبة في حال إصابة أحد أفراد عائلته.

لوحظ أنّ مريض من كل خمس مرضى يعاني أحد أفراد عائلته من مرض الثعلبة، وبناءً عليه يمكن أن تلعب الوراثة دوراً هاماً في حدوث المرض.

أشارت أبحاث أخرى إلى أنّ وجود تاريخ عائلي للإصابة بالثعلبة قد يترافق مع وجود تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.

أي أنّ فرصة الإصابة بالثعلبة تزداد في حال إصابة الشخص نفسه أو أحد أفراد عائلته بأحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل البهاق أو عند وجود حالة متلازمة داون أو اضطرابات الغدة الدرقية.

يمكن أن يلعب العرق دوراً في حدوث المرض حيث لوحظ أنّ الإفريقيين أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة مقارنةً بأصحاب البشرة البيضاء.

قد يساهم كذلك عوز بعض الفيتامينات مثل فيتامين د والبيوتين بالإضافة إلى وجود نقص في معادن الحديد والزنك والأحماض الأمينية بحدوث المرض.

أخيراً أظهرت دراسة علمية أنّ هذا المرض يمكن أن يحدث تحت تأثير القلق والضغط النفسي والتوتر. ولكن مازلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات ذلك.

أعراض مرض الثعلبة

يعتبر فقدان الشعر على شكل بقع هو العرض الأساسي للمرض. حيث يبدأ تساقط الشعر على شكل بقع صغيرة الحجم بطول عدة سنتيمترات أو أقل من فروة الرأس.

يمكن أن يحدث التساقط أي منطقة من شعر فروة الرأس، وقد تؤدي إلى تساقط الرموش أو شعر اللحية عند الرجال.

أعراض مرض الثعلبة
أعراض مرض الثعلبة

تبدأ خسارة الشعر فجأة، وتستمر لعدة أيام ويمكن أن تصل لعدة أسابيع أحياناً بالتزامن مع أعراض عديدة مثل:

  • إحساس الحكة أو الحرق في منطقة تواجد الشعر قبل سقوطه.
  • ظهور الشعر الأبيض أو الرمادي في المنطقة المصابة.
  • فقدان الشعر من الصدر والظهر والذراعين والقدمين إمّا بشكل تدريجي أو بسرعة في حالة الثعلبة الشاملة.

قد تؤثر هذه الحالة على أظافر القدمين واليدين حيث يكون التغير فيها أولى أعراض ظهور المرض. ومن التغيرات التي تصيب الأظافر نذكر:

  • ظهور بقع وخطوط بيضاء.
  • تخسر الأظافر بريقها.
  • تصبح جافة متشققة وسهلة الكسر.

تظهر آفات الأظافر بشكل واضح عند الأطفال المصابين بالثعلبة مقارنةً بالبالغين.

كيف يتم تشخيص داء الثعلبة؟

يستطيع الأطباء تشخيص الثعلبة بسهولة من خلال فحص الأعراض حيث يحددون درجة تساقط الشعر ويفحصون الشعر من المناطق المصابة تحت المجهر.

إذا لم يتمكن الطبيب من تشخيص الحالة من خلال الفحص السريري الأولي يقوم بإجراء خزعة من الجلد.

يطلب الطبيب كذلك إجراء اختبارات الدم للتأكد من وجود أمراض أخرى تسبب فقدان الشعر مثل عوز الحديد أو اضطرابات الغدة الدرقية.

هل يمكن الشفاء من داء الثعلبة؟

لا يوجد حالياً علاج محدد للمرض رغم وجود العديد من أشكال العلاج المقترحة من قبل الأطباء والتي تساعد في إعادة نمو الشعر من جديد وبسرعة.

إنّ أكثر أشكال العلاج انتشاراً هو استخدام الكورتيكوستيروئيدات (الستيروئيدات القشرية). وهي أدوية قوية مضادة للالتهاب تثبط الجهاز المناعي عن استمراره بتحفيز تساقط الشعر.

يتم وصف هذه الأدوية على شكل حقن موضعية أو كريمات أو غسولات أو حبوب. حيث تخفف من حالة الالتهاب في جريبات الشعر.

عند العلاج بحقن الكورتيكوستيروئيد (مثل الكورتيزون) يجب تكرار العلاج كل ِشهر أو شهرين لإعادة نمو الشعر بشكل كامل.

هناك بعض الأدوية الأخرى الشائعة التي يتم وصفها سواء لتحفيز نمو الشعر أو للتأثير على عمل الجهاز المناعي نذكر منها:

  • المينوكسيديل وهو علاج شائع تظهر نتائج تطبيقه بعد حوالي 4-6 أشهر من الاستخدام.
  • الأنثرالين (Anthralin) يساعد في إعادة نمو الشعر.
  • ديفين سيبرون ((بالإنجليزية: diphencyprone) وهو علاج مناعي موضعي أي يطبق على المنطقة المصابة مسبباً تفاعلاً تحسسياً يحفز من نمو الشعر.

من المهم الإشارة إلى أنّ رغم فائدة هذه الأدوية في إعادة نمو الشعر من جديد؛ ولكنها لا تمنع حدوث تساقط جديد للشعر.

بالاضافة الى ذلك، يمكن وصف الأدوية المثبطة للمناعة مثل السيكلوسبورين Ciclosporine والميتوتركسات Méthotréxate لإيقاف الاستجابة المناعية المهاجمة لجريبات الشعر.

رغم ذلك لا يمكن استعمال هذه الأدوية المثبطة للمناعة لفترات طويلة بسبب تأثيراتها الجانبية الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وحدوث الفشل الكلوي والكبدي.

انتشر مؤخراً العلاج الكيميائي الضوئي للثعلبة عبر استعمال الأشعة فوق البنفسجية. بالإضافة إلى العلاج بالليزر لتحفز نمو شعر جديد، وكلاهما علاج آمن وفعال.

أخيراً وجدت أبحاث علمية حديثة أنّ هناك مركب طبيعي ينتمي إلى الفينولات المضادة للأكسدة الموجودة في الخضار والفواكه. ويسمى الكيرسيتين Quercétine يمكن أن يمنع انتشار الثعلبة ويعالج تساقط الشعر بشكل فعال.

طرق طبيعية تساعد في علاج مرض الثعلبة

يوجد بعض العلاجات الشائعة التي يستعملها الناس لهذه الحالة مثل:

  • الفرك بعصير البصل أو الثوم على فروة الرأس.
  • تدليك فروة الرأس بالزيوت العطرية مثل زيت اللوز وزيت إكليل الجبل.
  • استخدام العسل أو زيت جوز الهند.

رغم أنّ هذه العلاجات غير مدعمة بالدراسات العلمية لعلاج الثعلبة. ولكن طالما أنّها لا تسبب آثاراً جانبية فلا مانع من استخدامها.

يستعمل بعض الناس كذلك العلاج بالإبر الصينية أو تناول المكملات الغذائية الحاوية على الزنك والبيوتين أو البروبيوتيك.

قد يحتاج الطفل أو المراهق المصاب بالثعلبة إلى معالج نفسي في حال سبب له المرض حالة اكتئاب أو توتر خاصة إذا تعرض للتنمر من زملائه.

هل يمكن الوقاية من مرض الثعلبة؟

في الحقيقة لا يمكن الوقاية من هذه المرض كونه يحدث فجأة، ولكن يمكن أن نجعل حياة مريض الثعلبة صحية أكثر.

يوجد إرشادات عديدة تساهم في تخفيف الهجوم المناعي في الجسم مما يقلل من تساقط الشعر، ونذكر منها:

  • اتباع حمية غذائية غنية بالخضار والفواكه مثل التوت الأزرق والبروكلي والشمندر بالإضافة إلى المكسرات والبذور وسمك السلمون.
  • اختيار موديل حلاقة يناسب مظهر شعر فروة الرأس المصاب بالثعلبة.
  • ارتداء قبعات الرأس عند الخروج لحماية الشعر من ضرر أشعة الشمس.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم؛ والتي يمكن من خلالها أن يدعم مرضى الثعلبة أنفسهم حتى لا تحدث حالة اكتئاب أو قلق من مظهر الشعر.

رغم أنّ مرض الثعلبة يحدث فجأة ويؤدي لتساقط الشعر دون سبب واضح وعلاج شافي بالكامل حتى الآن؛ إلّا أنّه مرض غير خطير وغير معدي ويمكن التعايش معه.

  •  

 

د.رغد زعبلاوي

تحمل رغد درجة دكتور في الصيدلة من كلية الصيدلة في الجامعة الأدرنية ، ودرجة الماجستير في تخصص الصحة العامة من الجامعة الأردنية .تتمحور اهتماماتها حول الأدوية والتثقيف الصحي وكتابة المقالات الطبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock