كيفية علاج مرض السكري و التحكم فيه
كيفية علاج مرض السكري
مرض السكري هو حالة صحية مزمنة تتمثل في ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة لاضطراب في إنتاج أو استخدام الأنسولين بشكل فعال، و هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم.
يتطلب العلاج الفعّال لمرض السكري فهمًا عميقًا للمرض، بدءًا من طبيعته و تأثيراته على الجسم إلى غاية السيطرة عليه و التحكم فيه. و تختلف خطة العلاج المُستخدمة من مريض لاخر حسب نتيجة الفحوصات المخبريّة الشخصية التي يقوم بها كلّ مريض و نسبة الغلوكوز في الدم لديهم، لكن الهدف من العلاج واحد؛ و هو المُحافظة على نسبة السكر في الدم، لتكون قريبة من المعدل الطبيعي و الوقاية من المضاعفات التي قد يسببها المرض.
علاج مرض السكري النوع الأول
يحدث هذا النوع من السكري نتيجة لنقص في إنتاج الأنسولين، و لتعويض هذا النقص يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين تحت الجلد أو في الوريد مرة واحدة أو عدة مرات في اليوم. مع المراقبة المستمرة لتركيز السكر (الجلوكوز) في الدم.
تعرف على مختلف أنواع الأنسولين من هنا.
علاج مرض السكري النوع الثاني
يعتمد علاج السكري النوع الثاني أساسا على اتباع حمية غذائية متوازنة و ممارسة الرياضة بشكل منتظم وسليم وفق احتياجات كل مريض لتنظيم مستوى السكر في الدم، لكن إن لم يستجب المريض الى هذه الطرق فقد يحتاج لتناول الأدوية، و التي تختلف عن بعضها في طريقة العمل و الجرعات.
قد يحتاج المريض دواءً واحداً أو أكثر حسب تقدم المرض عنده، كما قد يحتاج إلى العلاج بالإنسولين في حالات معينة، مثل الحمل أو الإقامة المطولة في المستشفى.
تعمل الأدوية الفمويَّة الخافضة لسكر الدم من خلال 4 طرق رئيسية:
1.تحريض منبهات إفراز الأنسولين في البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين
و تشمل أدوية السلفونيل يوريا (Sulfonylurea أو Sulfamides hypoglycémiants)
مثل: غليمبيريد Glimipiride (Amarel®)، غليكلازيد Gliglazide (Diamicron®)، غليبنكلاميد Glibenclamide (Diabenil®)
و أدوية الميغليتينيدات Les glinides (مثل ريباغلينيد ®Répaglinide Novonorm).
من الأعراض الجانبية المعروفة و الشائعة لهذه الأدوية هو زيادة الوزن والهبوط الحاد في تركيز نسبة الغلوكوز في الدّم؛ لذا يجب توخي الحذر من تناول هذه الأدوية و قياس نسبة السكر في الدم باستمرار.
2. زيادة حساسية الخلايا للأنسولين و استجابة الجسم
وتنطوي محسِّسات الأنسولين على البغوانيدينات Biguanide.
مثل الميتفورمين ®Metformine Glucophage الذي يعمل على خفض نسبة السكر في الدم من خلال زيادة حساسية خلايا الجسم للإنسولين و تقليل إنتاج الغلوكوز في الكبد.
من الأعراض الجانبية المعروفة لهذا الدّواء هي:
- تخفيف الوزن، مما يجعله يعتبر خط علاجي أول خاصةً للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.
- يؤثر على الجهاز الهضمي (يسبب الإسهال خاصة خلال الأسبوع الأول من العلاج، و للحد من ذلك يفضل تناول الجرعات في منتصف أو في نهاية الوجبة).
- لا ينصح به لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الفشل الكلوي المزمن
يمكن استخدام الميتفورمين مع الأدوية المحفزة للأنسولين (السلفوناميدات أو glinides) أو مع الأنسولين.
3. تأخير امتصاص الأمعاء للغلوكوز (Glucose)
تعمل هذه الأدوية على إبطاء امتصاص الس
كر في الجهاز الهضمي، و تشمل أدوية مُثبِّطات ألفا غلوكوزيدازInhibiteurs de Alpha-glucosidase.
مثل أكاربوز acarbose Gluconova® 50mg (لا يمتص في الجهاز الهضمي، لا يسبب هبوط في نسبة السكر في الدم)
من اللأعراض الجانبية المعروفة لهذه الفئة من الأدوية أنها تسبب الانتفاخ و الإسهال.
4. زيادة طرح الغلوكوز في البول
تنطوي الأدوية التي تزيد من طرح الغلوكوز في البول على مثبِّطات الناقل المشترك 2 للصوديوم والغلوكوز (SGLT2) (gliflozines ou inhibiteurs du co-transporteur sodium glucose de type 2)
مثل داباغليفلوزين dapagliflozin وإيمباغليفلوزين empagliflozin.
تمنع هذه الفئة الحديثة من الأدوية عمل الناقل المشارك للصوديوم/الجلوكوز من النوع 2 (SGLT2)، وهو بروتين يشارك في إعادة امتصاص الكلى للجلوكوز. وبالتالي فهي تعزز طرح الجلوكوز في البول، مما يقلل من مستواه في الدم.
من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لهذه الفئة هي زيادة التهابات المسالك البولية، و هبوط في نسبة السكر في الدم.
- هناك نوع من الأدوية تعمل من خلال الهرمونات المعوية les incretins، و هما GLP-1 (الجلوكاجون مثل الببتيد 1) و GIP (عديد الببتيد الأنسولينوتروبي المعتمد على الجلوكوز).
يحفز هاذان الهرمونان إفراز الأنسولين عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة. كما يمنعان إفراز الجلوكاجون Glucagon، و يعملان على ابطاء خروج الطَّعام من المعدة (ممَّا يُبطئ زيادة غلوكوز الدَّم) و يقللان من امتصاص الأمعاء للجلوكوز. يتم تعطيل هذه الهرمونات بسرعة بواسطة إنزيم dipeptidylpeptidase.
تقسم هذه الأدوية الى فئتين:
- مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز- 4 (Dipeptidyl peptidase-4 inhibitor) (أو الجليبتينات les gliptines) مثل سيتاغليبتين sitagliptine
- أدوية الببتيدات الشبيهة بالغلوكاغون ( GLP-1 =Glucagon-like peptide-1)، يتم إعطاؤها عن طريق الحقن تحت الجلد، مثل الأنسولين. يتم استخدامها مع أدوية السكري الفموية (مثل الميتفورمين) أو مع الأنسولين عندما لا تكون هذه الأدوية فعالة بما يكفي للسيطرة على نسبة السكر في الدم. مثال: ®Victoza
أدوية أخرى تعطى لمريض السكري
نظرًا لكون الأشخاص المصابين بداء السكري معرضون لخطر حدوث مضاعفات مثل أمراض القلب و السكتة الدماغية، فمن المهم استخدام أدوية وقائية لمنع هذه المضاعفات. طبعا ما لم يكن هناك سبب يمنع استخدامها (على سبيل المثال، الحساسية للدواء)، قد يصف الطبيب المعالج الأدوية التالية:
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II: للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى المزمنة.
- الأسبرين Aspirine : للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري و لديهم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الستاتينات Statines : تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية لدى معظم مرضى السكري الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 75 عامًا.
علاج سكري الحمل
يتطلب علاج سكري الحمل متابعة دقيقة مع ضرورة الالتزام بالتوجيهات و التعليمات الطبية لتحقيق أفضل نتائج لصحة الحامل والجنين. و تشمل خطة العلاج ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي و متوازن مع تجنب الأطعمة الغنية بالسكر و النشويات وضبط كميات الكربوهيدرات والدهون والبروتينات.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم، مثل المشي. فهي تساعد في تحسين استخدام الجسم للسكر و تقليل مستوياته في الدم. كما تساعد على الحفاظ على وزن صحي و معتدل.
- قياس مستويات السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي. و تسجيل النتائج و مشاركتها مع الطبيب.
- العلاج بالأنسولين: قد تتطلب بعض الحالات العلاج بالأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم. يتم تحديد الجرع وجدول الحقن بناءً على احتياجات الحامل و استجابتها.
- متابعة الحمل بشكل منتظم و عمل فحوصات دورية لمراقبة تأثير السكري على الحمل.
- متابعة حجم الجنين و فحص التطور السليم.
- تحتاج المرأة الحامل الى الدعم النفسي للتعامل مع التحديات النفسية المحتملة لمرض السكري خلال الحمل.
تُشدد على أهمية التواصل المستمر مع الفريق الطبي والالتزام بالتوجيهات والتعليمات الطبية لتحقيق أفضل نتائج لصحة الحامل والجنين.
نصائح للتعايش مع مرض السكري
هناك مجموعة من النصائح و الطرق تساعدك كمريض السكري على التحكم بالمرض و تحسين جودة الحياة. من بينها:
- تناول وجبات صحية: اتبع نظام غذائي متوازن يشمل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة. قلل من تناول السكريات المضافة والدهون المشبعة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: قم بالتمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي أو السباحة. و قبل ذلك استشر الطبيب قبل بدء أي نشاط رياضي جديد.
- مراقبة مستويات السكر في الدم: استخدم جهاز قياس السكر المنزلي بانتظام و سجل النتائج. ثم شاركها مع طبيبك لفهم القراءات و تعديل العلاج إذا لزم الأمر.
- اجراء الفحوصات الدورية: و تتضمن قياس السكر التراكمي و قياس ضغط الدم و مستوى الكولسترول. و متابعة الوزن، والتحقق من سلامة القدمين.
- الحفاظ على وزن صحي: تحكم في وزنك وابق على وزن صحي لتحسين استجابة جسمك للأنسولين.
- الالتزام بالعلاج: اتبع تعليمات الطبيب بشأن تناول الأدوية أو الأنسولين إذا كان ذلك ضروريًا.
- تجنب التوتر و الضغوطات النفسية: تعلم تقنيات التأقلم مع الضغوط، مثل التأمل أو اليوغا.
- الاهتمام بالقدمين: ارتدِ أحذية مريحة و قم بفحص قدميك بانتظام و أبقها نظيفة و جافة.
- تعلم إدارة الأزمات: احمل معك دائما سكر أو حلوى لكي تستعملها في حالة حدوث هبوط حاد في مستوى السكر.
د.رغد زعبلاوي
تحمل رغد درجة دكتور في الصيدلة من كلية الصيدلة في الجامعة الأدرنية ، ودرجة الماجستير في تخصص الصحة العامة من الجامعة الأردنية .تتمحور اهتماماتها حول الأدوية والتثقيف الصحي وكتابة المقالات الطبية .